فإن مدينة القدس كانت عبر تاريخها العربي والإسلامي مقصدا للعلماء ولطلبة العلم من مختلف بقاع الأرض، فقد شهدت هذه المدينة المباركة نهضة علمية يشهد لها العدد الكبير من العلماء الذين سكنوها أو زاروها ودرسوا في مدارسها وفي مسجدها المسجد الأقصى المبارك وكذلك المدارس المنتشرة في جنباتها وخاصة في الفترتين المملوكية والعثمانية.
إلا أن الحركة العلمية في مدينة القدس قد تأثرت سلبا بسبب الظروف التي مرت بها، وخاصة في جانب الدراسة العلمية الأصيلة والتي تعتمد على القراءة النصية لكتب التراث وفهمها وتوظيفها في الواقع المعاصر.
ومع ظهور التعليم المعاصر والذي سد ثغرة الحاجة إلى المؤهلين للعمل في المدارس والمساجد وجهاز القضاء الشرعي والفتوى في مدينة القدس وفي بقية المدن الفلسطينية، فإن الحاجة ما زالت قائمة لاستعادة مدينة القدس لدورها في الحركة العلمية على مستوى العالم الإسلامي.
وبما أن جامعة القدس هي العنوان العلمي الأول في مدينة القدس فإنها هي الأجدر بأن تقوم بهذا الدور وأن تنطلق إلى العالم العربي والإسلامي ببث رسالة العلم الأصيل، وأن تشارك المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي وذلك من خلال عقد الدورات العلمية التي تستهدف المهتمين وطلبة العلم على مستوى العالم الإسلامي وبثها عبر التقنيات المعاصرة، وبذلك تصل القدس وجامعتها وعلماؤها إلى العالم حيث تعذر وصول العالم إليها.